الأدعم يتوج بطلا لكأس آسيا لكرة القدم 2019 لأول مرة في تاريخه

أكتوبر ٢٧,٢٠٢٤
٠١ - -٢٠١٩

الأدعم يتوج بطلا لكأس آسيا لكرة القدم 2019 لأول مرة في تاريخه

أبوظبي/2 فبراير-2019/ (قنا)/ توج المنتخب القطري للمرة الأولى في تاريخه يوم أمس بلقب بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم في نسختها السابعة عشرة التي استضافتها الإمارات، بعد فوزه على نظيره الياباني (3-1) في المباراة النهائية.

وسجل المعز علي وعبدالعزيز حاتم وأكرم عفيف من ركلة جزاء في الدقائق (12، 27، 83) أهداف قطر، وتومواكي ماكينو في الدقيقة (69) هدف اليابان.

وبات المنتخب القطري رابع المنتخب العربية حصدا للقب بعد الكويت عام 1980 ، والسعودية أعوام 1984، 1988، 1996، والعراق عام 2007، وتاسع منتخب آسيوي يسجل اسمه بحروف من ذهب في السجل التاريخي للبطولة القارية.

وحققت دولة قطر أكثر من إنجاز بجانب حصد اللقب، بعد فوز المعز علي بلقب هداف البطولة برصيد 9 أهداف محطما الرقم القياسي للتسجيل في نسخة واحدة، والمسجل باسم الإيراني على دائي في البطولة الآسيوية بالإمارات أيضا عام 1996.

قدم المنتخب القطري لكرة القدم نسخة مثالية حتى الآن إذ حقق منتخب قطر الفوز في جميع مبارياته في الدور الأول، ليتصدر مجموعته الآسيوية الخامسة بالعلامة الكاملة برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات متتالية على حساب لبنان (2-0)، وكوريا الشمالية (6-0)، والسعودية (2-0).

وفي الأدوار الإقصائية تخطى "العنابي" عقبة العراق في دور الـ16 (1-0)، قبل الإطاحة بكوريا الجنوبية في دور الثمانية بالنتيجة ذاتها، ثم الفوز برباعية نظيفة على الإمارات في "المربع الذهبي"، محافظا على نظافة شباكه بفضل حارسه الأمين سعد الشيب.

ويضم منتخب قطر لاعبين من العيار الثقيل كالقائد حسن الهيدوس، والثنائي الواعد أكرم عفيف والمعز علي، إلى جانب عبدالكريم حسن، المتوج بجائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية لعام 2018، علاوة على الحارس المتألق سعد الشيب.

في الجهة المقابلة، بدأت اليابان مشوارها الآسيوي بفوز صعب على تركمانستان (3-2)، ثم تغلبت بشق الأنفس على عمان (1-0)، قبل أن تحقق ثالث انتصاراتها في دور المجموعات، حيث جاء على حساب أوزبكستان (2-1)، لتتصدر المجموعة السادسة بالعلامة الكاملة أيضا.

ونجح المنتخب الياباني في إقصاء السعودية في دور الـ16 بفوز ثمين (1-0)، وهي النتيجة ذاتها التي تغلب بها على فيتنام في دور الثمانية، قبل أن يكشر اليابان عن أنيابه ويضرب بثلاثية نظيفة في مرمى إيران، التي كانت مرشحة للظفر باللقب القاري.

وكان أفضل انجاز حققه المنتخب القطري في بطولة كأس آسيا التأهل في مناسبتين للدور الربع النهائي الأولى في عام 2000 في لبنان والثانية في 2011 في قطر.

ودخل المنتخب القطري التاريخ من أوسع أبوابه بتسجيله لهدفين في شباك اليابان التي لم يسبق لأي فريق آخر أن سجل في شباكها هدفين في الشوط الأول منذ نسخة 1988 .

يعتبر منتخب اليابان من أكثر الفرق نجاحا في تاريخ بطولة كأس آسيا، حيث توج باللقب القاري أربع مرات من قبل أعوام 1992 و2000 و2004 و2011.

كما أن الفريق يمتلك سجلا مثاليا في المباريات النهائية، حيث نجح في تحقيق الفوز خلال المرات الأربع التي لعب بها النهائي.

وكذلك فإن المنتخب اليابان تلقى هدفا واحدا فقط في النهائي، وكان ذلك عندما تفوق على الصين 3-1 في المباراة النهائية النسخة عام 2004، وفاز الفريق ثلاث مرات في النهائي خلال الوقت الأصلي مقابل فوز واحد في الوقت الإضافي عام 2011 أمام أستراليا.

لا شك في أن المهاجم القطري المعز علي يعتبر أحد أكبر اكتشافات هذه البطولة، بعدما سجل 9 أهداف في 7 مباريات، ويتجاوز الرقم القياسي الذي يمتلكه الإيراني علي دائي.

ويعتبر إنجاز المعز بارزاً بشكل كبير، خاصة مع النظر إلى أنه في الأساس يلعب بمركز الجناح مع نادي السد، وقد سجل هدفاً واحداً فقط خلال 13 مباراة في الدوري المحلي.

ويبدو أن المعز علي سوف يصبح أول لاعب قطري ينجح في الفوز بجائزة هداف كأس آسيا، علماً بأنه كان حصل العام الماضي على جائزة هداف بطولة آسيا تحت 23 عاماً في الصين.

وعلى الجانب الآخر سجل أكرم عفيف إنجاز كبير، وهو الذي صنع 8 أهداف لزملائه خلال المباريات الست السابقة في البطولة، والذي أيضاً صنع 20 فرصة متقدماً بفارق كبير عن أي لاعب آخر.

ومع إسقاط جميع الإنذارات في نهاية الدور ربع النهائي، فإن منتخبي اليابان وقطر لن يغيب عن أي منهما لاعبين بسبب الإيقاف في المباراة النهائية...وكان منتخب قطر افتقد في الدور قبل النهائي أمام الإمارات لكل من بسام الراوي وعبدالعزيز حاتم، بسبب حصول كل منهما على الإنذار الثاني واستعاد بذلك خدمات أبرز لاعبيه.

وبالعودة الى اطور المباراة جاءت البداية حذرة ومتوازنة من جانب الفريقين على اعتبار قيمية الرهان، حيث سينال الفائز شرف التتويج بلقب بطولة كاس آسيا 2019 ، لكن كان المنتخب الياباني صاحب المبادرة الهجومية وسط اغلاق تام للمنافذ الدفاعية من الجانب القطري.

واصل المنتخب الياباني سعيه المتواصل من أجل زيارة الشباك القطرية، لكن التركيز الدفاعي للاعبي المنتخب كان في جاهزية تامة، ليأتي بعدها الدور على المنتخب القطري الذي بدأ في التقدم تدريجيا من خلال هجمات متنوعة تركزت بالأساس على الأطراف، ليأتي الخبر السار أخير بعد توغل ناجح لأكرم عفيف رفع على إثرها الكرة لهدافة المسابقة المعز علي الذي وضع الكرة في الشباك بمقصية لم يجد لها حارس اليابان سوى متابعتها وهي تعانق الشباك في الدقيقة الـ12 .

وعاد نفس اللاعب بعدها مباشرة على أمل تسجيل الهدف الثاني لكن تسديدة القوية حولها الدفاع الياباني إلى ركلة ركنية، لكن مالت الكفة لمصلحة المنتخب القطري الذي أحكم السيطرة على منطقة وسط الملعب بفضل خطة تكتيكة محكمة وانتشار جيد للاعبين بفضل التزامهم بخطط المدرب.

وقد أعطى الهدف أفضلية معنوية للاعبي المنتخب القطري الذين واصلو سلسلة هجماتهم المتتالية التي أثمرت هدف ثان من أقدام عبد العزيز حاتم في الدقيقة الـ27 بطريقة مميزة عندما أسكن الكرة في زاوية صعبة على الحارس الياباني ويمنح فريقه أفضلية مريحة تقربه من إحراز اللقب الأغلى لأول مرة في تاريخه.

لم يتكمن المنتخب الياباني من استيعاب النتيجة والواقع الذي فرضه المنتخب القطري ليواصل رحلة بحثه عن تذليل الفارق، لكن الصلابة الدفاعية، ووجود حارس بقيمة سعد الشيب حال دون دخول الكرة الى الشباك ليواصل بذلك حامي العرين القطري المحافظة على نظافة شباكه حتى الآن.

ومع مطلع الدقيقة الـ35 قاد المنتخب القطري هجمة مرتدة وسط سبات متواصل للاعبي المنتخب الياباني، فحول عبد العزيز كرة عرضية إلى بيدرو ميجل الذي توغل بنجاح ويسدد كرة أبعدها الدفاع لترتد الكرة أمام الهيدوس لكن القائم الأيمن رفض دخول الكرة إلى الشباك ويحرم المنتخب القطري من ثالث أهدافه.

ومع مرور الوقت تدريجيا حافظ المنتخب القطري على نظافة شباكه والأسبقية بهدفين في حين كان المنتخب الياباني يبحث عن إيجاد الحلول لتسجيل أول أهدافه، لتأتي صافرة الحكم وتعلن نهاية أطوار الشوط الأول بأسبقية قطرية مريحة.

بداية الشوط الثاني كانت الأفضلية فيها للمنتخب الياباني الذي دخل بقوة من أجل تعديل أوضاعه والخروج من مأزق الهدفين، لكن جل هجماته لم يكتب لها النجاح خاصة في ظل فرض طوق دفاعي محكم من لاعبي المنتخب القطري، إضافة إلى الدور الكبير الذي يقوم بها حامي شباك المنتخب القطري سعد الشيب الذي كان في قمة التركيز وأبعد جميع الهجمات والكرات الخطيرة.

جاء الرد سريعا من الجانب القطري الذي استغل تقدم لاعبي اليابان لينفرد أكرم عفيف أمام المرمى الذي مرر عرضية لعبد العزيز حاتم الذي استقبل الكرة لكنه فشل في وضعها في داخل الشباك...وتلقى المنتخب القطري ضربة موجعة بعد خروج صمام الدفاع خوخي بوعلام بعد إصابة على مستوى الرأس استوجبت تعويضه ليكون البديل سالم الهاجري.

بعد التعويض الاضطراري تراجع المنتخب القطري إلى الخلف من أجل تأمين مناطقه الدفاعية لكنه لم يصمد كثيرا خاصة وأن مهاجم المنتخب الياباني مينامينو نجح في تسجيل الهدف الأول لفريق ويمنحه بصيص الامل من أجل التعديل في الدقيقة الـ69 ، ليكون بذلك أول هدف تستقبله شباك قطر في النسخة الحالية.

حاول المنتخب القطري العودة في أجواء المواجهة خاصة أنهم ظلوا يلعبون تحت ضغط عال من الجانب الياباني لكن إصرار عقلية الفوز والعودة باللقب من الأراضي الاماراتية كانت حاضرة بقوة في أذهان اللاعبين، فمن كرة ركنية ارتقى لها عاليا عبدالكريم حسن لترتطم بيد المدافع الياباني وهي في طريقها للمرمى، لتنصف تقنية الفيديو المنتخب القطري وتمنحه ركلة جزاء في الدقيقة الـ38 بعد أن حولها بنجاح أكرم عفيف إلى ثالث الأهداف.

وقضى المنتخب القطري على آمال وأحلام المنتخب الياباني من أجل العودة في نتيجة المواجهة وحتى الدقائق الخمسة التي أضافها الحكم لم تغير في النتيجة ليسير المنتخب القطري بثبات نحو اللقب ويطلق الحكم صافرته النهائية معلنا عن انطلاق الأفراح والمسارات بالعاصمة القطرية الدوحة بتتويج " الادعم " باللقب لأول مرة في تاريخيه.

وعلى صعيد المواجهات المباشرة بين المنتخبين فقد تواجه في أربع مباريات من قبل في كأس آسيا، وكان الفوز مرة واحدة من نصيب كل فريق، مقابل التعادل في مباراتين.

وفاز منتخب قطر في المواجهة الأولى بين الفريقين، وذلك بنتيجة 3-0 عام 1988، ثم تعادل الفريقين 1-1 في لبنان خلال نسخة عام 2000.

وفي المواجهة الثالثة عام 2007 في هانوي تعادل الفريقين بنتيجة 1-1، في حين شهدت المواجهة الأخيرة بينهما فوز اليابان 3-2 خلال كأس آسيا 2011 في قطر .

وأصبح المعز علي لاعب المنتخب القطري لكرة القدم أكثر لاعب يسجل أهدافا في نسخة واحدة ببطولة كاس آسيا لكرة القدم، حيث سجل هدفه التاسع في النسخة الحالية من البطولة في مرمى المنتخب الياباني، وتفوق المعز علي، على الإيراني على دائي الذي سجل ثمانية أهداف في نسخة 1996 التي أقيمت في الإمارات.

وتقاسم المعز علي صدارة هدافي العرب في بطولات كأس آسيا مع الإماراتي علي مبخوت، علما بأن مبخوت سجل خمسة أهداف في نسخة 2015 وأربعة أهداف في النسخة الحالية.