الدوحة/14 أبريل-2018/ غادرت الشيخة أسماء آل ثاني اليوم مع فريق نسائي من السيدات الحديثات في رياضة التزلج على الثلج القادمات من دول من الشرق الأوسط وأوروبا، ليخضن معاً مغامرة العمر بالتزلج باتجاه أقصى درجة من القطب الشمالي، وفي حال نجحت في هذا التحدي الثلجي الصعب، ستسجل الشيخة أسماء اسمها في صفحات التاريخ كأول مواطن قطري يحقق ذلك الإنجاز التاريخي الفريد في بيئة خطرة ومناخ متجمد، والذي سيتضمن التزلج لمسافة 100 كم عبر التضاريس الثلجية الوعرة للوصول إلى قمة العالم.
وتضم المغامرة الثلجية سيدات من دول الشرق الأوسط، والمملكة العربية السعودية، وعُمان، والكويت، إلى جانب سيدات من دول أوروبية، وسلوفينيا، والسويد، وفرنسا، وقبرص، وروسيا والمملكة المتحدة، اتحدن جميعاً بهدف تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات الغربية والعربية عبر تضامهن معاً في هذه المغامرة. وستمضي المُغامِرات حوالي عشرة أيام كاملة في التزلج عبر الحزم الثلجية المتحركة في المحيط المتجمد الشمالي للوصول إلى القطب الشمالي الجغرافي.
وتعليقاً على هذه المغامرة الاستثنائية، قالت الشيخة أسماء: "لقد تمرنتُ بشكل متواصل لمدة سنتين للاستعداد لهذا التحدي الذي انتظرته بفارغ الصبر. أُؤمن جداً بقوة التحديات في تقريب الأفراد معاً، وكسر الحواجز، وتجاوز حدود الإمكانات البشرية، وآمل أن تكون هذه المغامرة مصدر إلهام للكثير من النساء ليتشجعن ويعملن على إزالة القيود من حولهن والإيمان بقدرتهن على تحقيق ما هو أبعد مما يتخيلن وأبعد مما يتوقعه الآخرين منهن. يجب ألاّ نتوقف أبدًا عن تحدي أنفسنا وعلينا ألاّ نتخلى أبداً عن أحلامنا"، وأضافت بقولها: "أتمنى من خلال هذه المغامرة أن أفتح الباب للحوار أكثر حول كيفية تحدينا جميعاً للمفاهيم التي تقيدنا والوصول إلى ما هو أبعد من توقعات الآخرين منا، ليس فقط من خلال العشرة أيام التي ستستغرقها الرحلة للقطب الشمالي، إنما أيضاً في المستقبل البعيد. أتوجه بالشكر لجميع الأفراد والجهات التي دعمتني في تدريباتي ووقفت إلى جانبي حتى أصبحت مستعدة اليوم للمشاركة في هذه المغامرة، وبالأخص الجهات الراعية لي شخصياً وهم شركة إنجي ومحلات سبورتس كورنر".
وليست الشيخة أسماء – ابنة ال28 عاماً المحبة للمغامرات - جديدة في مجال تحدي الذات وتحقيق إنجازات مُلهمة، ففي عام 2014 نجحت بأن تصبح إحدى أوائل السيدات القطريات اللاتي تسلقن قمة كالامنجارو وذلك ضمن حملة خيرية قمن بها بهدف جمع 2 مليون ريال قطري لبناء مدارس في غزة. وبالإضافة إلى التزامها ببرنامج مكثف من التدريبات والتحضيرات الشاقة، تحرص الشيخة أسماء على القيام بمهامها اليومية في عملها كمدير إدارة التسويق والاتصال للجنة الأولمبية القطرية وبطولة العالم لألعاب القوى الدوحة 2019.
ونظراً لتناقض الطبيعة والمناخ الصحراويين للدوحة بشكل كبير مع الظروف الجليدية المحفوفة بالمخاطر في القطب الشمالي، فقد تضمن برنامج التدريبات المكثفة الذي اتبعته الشيخة أسماء لمدة عامين مشاركتها في حصص تدريبية متخصصة في الأوزان والتحمل ست مرات أسبوعياً، وأحياناً مرتين في اليوم، وذلك من أجل تدريب وتهيئ العضلات الضرورية للتزلج عبر التضاريس الوعرة مع سحب أوزان ثقيلة، وأيضاً لتعزيز قدرتها على تحمل 12 ساعة متواصلة من التزلج كل يوم. هذا وشارك الفريق النسائي في رحلات تدريبية في الصحراء العمانية الحارة وفي آيسلاندا ذات الظروف الجغرافية الشبيهة بتلك الموجودة في القطب الشمالي وذلك من أجل بناء وتعزيز روح الفريق الواحد، وتعلم كيفية مواصلة التحدي مع عدد قليل من ساعات النوم وبأجسام منهكة، وفهم أفضل الطرق للتعاون والتماسك بين أفارد الفريق الواحد، وأيضاً الاعتياد على مجموعة من ضروريات الرحلة كنصب الخيم أثناء العواصف الثلجية والظروف القاسية.
هذا وسينام الفريق من السيدات العربيات والأوروبيات في خيم منصوبة على الثلوج، وسينقلن على الزلاجات كل ما يحتجن للبقاء على قيد الحياة في القطب الشمالي. وبالإضافة إلى مخاطر درجات الحرارة المنخفضة التي تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، هناك مخاطر أخرى سيواجهنها تتضمن تحركات الكتل الثلجية التي قد تنفصل عن بعضها البعض وتتكشف عن مياه مفتوحة، أو قد تنضغط معاً بحيث تشكل جدران من الثلوج عليهن تجاوزها، فضلاً عن خطر الدببة القطبية المفترسة.
وستقود المغامرة المستكشفة المخضرمة للقطب الجليدي المتجمد فيليسيتي أستون إم بي إن ((MBN، التي أصبحت في عام 2012 أول شخص في العالم يتزلج عبر القارة القطبية الجنوبية (أنتاركاتيكا) حيث قامت بهذا التحدي وحدها وبدون مساعدة من الطائرات الورقية أو الآلات أو الكلاب، وتزلجت لمسافة 1744 كيلومترًا استغرقت 59 يومًا لاستكمالها. وتعليقاً على هذه المغامرة، قالت أستون: "نريد أن نبعث برسالة قوية وإيجابية حول أهمية دعم المساواة بين الجنسين والتي بحاجة إلى مزيد من التفاهم الثقافي. يواجه العالم حالياً مشاكل تتعلق بالكرة الأرضية مثل تغير المناخ ولا يمكن معالجتها إلا بحلول عالمية، وهذا يتطلب من الجميع التعاون والتحاور أكثر مع بعضهم البعض".