الدوحة/5 أكتوبر-2017/ أكد سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية إيمان دولة قطر الراسخ بأهمية الرياضة، مشددا على أن الرياضة تمتلك قدرة فريدة على تجاوز كل العقبات بطريقة مختلفة، كما أنها لغة تجمع بين الشعوب، وتسهم في دمج الثقافات، بالإضافة إلى كونها إحدى وسائل تجاوز الخلافات.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادته في حفل توزيع جوائز التميز الرياضي السنوية الذي أقيم يوم أمس في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بالدوحة.
وعبر سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني عن سعادته بتكريم الكوادر والابطال القطربين الذين تألقوا وأجزلوا العطاء في الموسم الماضي، فاستحقوا التقدير والتكريم.
وقال سعادته "نرحب بكم في هذا اليوم الذي نحتفي فيه بتكريم نخبة من كوادرنا الرياضية، ولعله ليس أفضل من هذا اليوم، ليكون موعدا للإعلان التاريخي عن الهوية والاستراتيجية الجديدتين للجنة الأولمبية القطرية، وهو ما يمثل نقلة مهمة في المسيرة الرياضية والحركة الأولمبية في دولة قطر."
ونوه سعادة الشيخ جوعان بما حققته دولة قطر خلال العقود الماضية، بالعديد من النجاحات الرياضية والإنجازات الملفتة على المستويات القارية والعالمية، قبل تأسيس اللجنة الأولمبية القطرية عام 1979 ، وذلك بفضل الدعم اللامحدود، من القيادة الرشيدة، التي تؤمن بأهمية الرياضة ودورها في بناء المجتمعات الناجحة، ومن خلال الجهد المخلص، والعمل الشاق، الذي قدمه الرياضيون من أبناء هذا الوطن، لرفعة بلادهم وفخر مواطنيهم.. مضيفا "وها نحن نقف اليوم، على أعتاب مرحلة جديدة، لتطوير عملنا، وبلوغ آفاق جديدة من التفوق والنجاح في مجال الرياضة، التي تعتبر إحدى الركائز الأساسية في رؤية قطر الوطنية 2030 ".
وتابع سعادة الشيخ جوعان "نؤمن في دولة قطر إيمانا راسخا بأهمية الرياضة، وقدرتها على الإسهام في بناء وطننا وتطوره بما يمثل فخر واعتزاز كل مواطن، ولذلك كانت دولة قطر من أوائل دول العالم التي خصصت يوما وطنيا للرياضة، ومع استمرارنا في ذلك، نرى أنه قد حان الوقت للانتقال إلى أفق جديد للبناء، على أسس النجاح الذي حققناه، وبما يليق بالمكانة الرياضية لدولة قطر، وسعيا إلى تحقيق المزيد من الإنجازات ، وذلك تيمنا بما أكده سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- أمير البلاد المفدى (حفظه الله) "إن اهتمام دولة قطر بالرياضة مبني على قناعتها الثابتة بإمكانية تسخير الرياضة من أجل تعزيز التعاون والتضامن بين الشعوب، ونشر ثقافة السلام، وهي القناعة التي تحملنا على مواصلة تطوير قطاع الرياضة في المستقبل".
وأكد سعادته ان اللجنة الأولمبية القطرية وضعت استراتيجية جديدة أكثر طموحا، تعبر عنها هويتها الجديدة، لضمان تحقيق رؤيتنا "لنصبح وطنا رائدا يجمع العالم من خلال تنمية رياضية مستدامة، مشيرا إلى أن هذه الرؤية ستساعدنا على بلوغ طموحاتنا الرياضية كأفراد وكدولة، ولتحقيق ذلك، فلا بد أن نعمل كفريق واحد.. فريق يعمل كل فرد فيه، وفي الوقت نفسه، لمصلحته ومصلحة زملائه، وفريقه، وأسرته ووطنه، لنشترك كلنا في تحقيق الرؤية، وبلوغ النجاح "نحن كلنا فريق قطر".
واضاف سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني " يسرنا أن نكشف لكم اليوم عن هويتنا الجديدة، والشعار الذي يجسد الروح الرياضية.. روح الصداقة والتعاون والتفاهم. هويتنا الجديدة التي تعكس القيم الرياضية.. الهوية التي تشاطر وطننا الطموح بالتفاؤل والفخر بقوة وقدرة شعبنا.. إنها هوية لمستقبلنا، معربا عن امله أن تلهم شبابنا وتمكنهم من خلال قوة التحول التي تجسدها الرياضة.. هوية تمثل الرياضة فيها الحافز، والرحلة، واللغة، والأسطورة".
وقال سعادته "ولكن لماذا تتمتع الرياضة بهذه القوة؟ وماذا تعني الرياضة بالنسبة لكم؟.. بالنسبة لي شخصيا، تمتلك الرياضة قدرة فريدة على تجاوز كل العقبات بطريقة مختلفة. فهي لغة تجمع بين الشعوب، وتسهم في دمج الثقافات، كما تعد إحدى وسائل تجاوز الخلافات، وتعزز الشمولية والتنوع والاحترام، وتبعث الأمل، وتقدم الفرص، وتعزز الوحدة.. إن الرياضة تستخرج وتقدم أفضل ما لدى الإنسان، وتحفز الدوافع والإلهام للإنسانية لتقديم الأفضل."
وتابع سعادته بقوله " ولازلت أذكر جولتنا مع الفريق القطري عبر كافة بلدان قارة آسيا، القارة الأكبر في العالم، ونحن نطوف البر والبحر والجو، لنحمل شعلة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة عام 2006، وكيف وجدنا كل الترحاب والمودة والاحترام أينما ارتحلنا وحيثما حللنا .. وكان ذلك يمثل لنا انعكاسا لتقدير الآخرين، واحترامهم للمبادئ والقيم الرياضية التي يكرسها الميثاق الأولمبي.
وقال سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية " يسعى رياضيونا كل يوم جاهدين لتطوير أنفسهم وجعل قطر تفخر بهم، وهم يسعون دائما لتقديم ما يمكن تحقيقه من خلال العمل الشاق، والارادة، والإيمان بالذات، والمنافسة الشريفة، وليس هناك نموذج أفضل من ذلك لشبابنا، ومن جانبنا، نسعى لإنشاء علاقة متينة بين أبطالنا ومجتمعنا، بحيث يكونون مصدرا لإلهام الجميع، من أجل الانخراط في الرياضة.. وذلك ليس للرياضيين الأبطال فقط .. بل أيضا في المدرسة، والعائلة، وفي الأندية.. كمدربين، ومسؤولين، ومتطوعين وإداريين.
واختتم سعادته كلمته متوجها بالشكر للحضور قائلا :" نحن جميعا رواد الرياضة في قطر، ومعا يمكننا استخدام قوة ووحدة الرياضة لبناء مستقبل تفخر به أجيالنا المقبلة، حيث يسجل هذا اليوم، بداية مرحلة جديدة في تاريخ الرياضة والحركة الأولمبية في قطر، التي تحظى بمتابعة ودعم سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله، كما يسعدنا أن تكونوا جميعا جزءا من النهضة الرياضية، تحقيقا لتطلعات وآمال الشارع الرياضي القطري. لنمضي اليوم بثقة كاملة بالله، ثم بالنفس نحو مستقبل أكثر عطاء ونجاحا وإشراقا بمشيئة الله".