الدوحة/ 30نوفمبر 2017/ فارس إبراهيم هو أحد ألمع وأبرز الرياضيين الموهوبين الشباب في قطر، وقد حقق حتى الآن إنجازاتٍ رياضيةٍ رائعة وهو لا يزال في ال 19 من عمره، فقد فاز في وقتٍ سابق من هذا العام ببطولة العالم للناشئين 2017، ليضيف هذا الإنجاز إلى لقب البطولة الآسيوية 2016 والمركز السابع الذي أحرزه في الألعاب الأولمبية ريو 2016. وسيخوض فارس الشهر المقبل منافساتٍ ليست بالسهلة ضد أفضل رافعي الأثقال على مستوى العالم حيث سيبذل أقصى ما لديه ليضع بصمته في السجل الرياضي القطري مرةً أخرى وذلك في بطولة العالم للكبار 2017 التي ستستضيفها أنهايم - الولايات المتحدة الأمريكية في الثالث من الشهر المقبل.
ويمتلك فارس معرفة كبيرة برياضة رفع الأثقال منذ الصغر، فقد تربّى في عائلة معتادة على الأوزان والأثقال، فوالده وأخويه رافعي أثقال، وقد كان يرافقهم في تدريباتهم اليومية حتى وقع في حب هذه الرياضة. ولم يأخذ فارس رفع الأثقال بجدية حتى فاز بأول ميدالية ذهبية له على الإطلاق في بطولة رسمية، وحول ذلك الشعور الذي أحس به حين الفوز وقراره بأنها الرياضة التي سيكرس حياته من أجلها، يقول فارس: "لقد كان شعوراً رائعاً، وتحمست بعدها كثيراً لمواصلة المشوار والاجتهاد أكثر لتحقيق المزيد من الإنجازات".
حرص والد فارس على تمهيد طريقه نحو النجاح بدقة وعناية، وهو مدربه ومصدر إلهامه، يقول فارس: "منذ أن كنت صغيراً، كنت أحلم بأن أصبح رافع أثقال ناجح مثل والدي"، وتجمعُ الاثنين علاقة خاصة ومميزة تمثل بالنسبة لفارس سبباً أساسياً لنجاحه، حيث يقول: "يحثني والدي دائماً لأقدم الأفضل، ويحرص على أن يزيد ثقتي بنفسي فهو دائماً ما يقول لي:"فارس، يمكنك أن تحقق ما تشاء طالما أنك واثق بنفسك وبقدراتك"، أبي يفهمني ويفهم كل ما يتعلق بي، لا أحتاج إلى أن أشرح له حينما أكون متعباً، فهو يعرف ما أحتاجه، ونحن نفهم بعضنا البعض"، وبالنسبة لفارس، فإن علاقته بوالده كمدرب ناجحة جداً لأنه وبحسب قوله: "يمكنه أن يتعامل معي من خلال عدة شخصيات، فهو مدربي في صالة التدريب، ووالدي في المنزل، وصديقي خارج المنزل".
بدأ فارس برؤية أحلامه تتحقق على أرض الواقع في عمرٍ مبكرة جداً، وسرعان ما بدى واضحاً أن النجاح بين يديه، ففي سنة 2014، أحرز فارس أولى إنجازاته الكبرى وكان لا يتجاوز وقتها ال16 سنة، وذلك بفوزه بكأس قطر وتحطيم الرقم القياسي العالمي للشباب فيها، ليذوق مبكراً طعم النجاح على مستوى دولي ويتحفز أكثر "لتحطيم المزيد من الأرقام القياسية والعمل باجتهاد أكبر لإحراز ميدالية أولمبية". وقد كان طموحه عالياً جداً لدرجة أنه شعر بالإحباط الشديد حين حقق الميدالية البرونزية في بطولة العالم للناشئين 2016، حيث يقول: "لم أكن راضياً جداً عن هذه النتيجة لأنني أردت الفوز بالذهبية، لكنني بعدها بدأت ببذل المزيد من التمرينات، لم آخذ أية إجازة حتى الآن حتى أصل إلى بطولة العالم للناشئين 2017".
وفي العام الذي تلا البطولة، غيّر فارس الكثير من الأشياء في برنامج تدريباته حيث ركز أكثر على الطريقة التي يتمرن بها، وعلى نومه ونظامه الغذائي، ليحصد نتيجة ذلك التخطيط الذكي في العام التالي ويحقق ميداليتين ذهبيتين وبميدالية فضية في بطولة واحدة، وعن هذا يقول فارس: "لقد كان شعوراً لا يوصف لأنني رأيت ثمار جهودي على أرض الواقع". وفي ذات العام، كان فارس الذي كان في ال 18 من عمره، أصغر رافعي الأثقال وذلك في منافسات النهائي في أولمبياد ريو 2016، حيث حقق المركز السابع في منافساتٍ صعبة علمته الكثير، حيث يقول عنها: "لقد كانت فرصة جيدة لأرى كيف يستعد اللاعبين الكبار، وكيف يركزون وكيف يتخلصون من التوتر. لقد كانت تجربة رائعة وكنت سعيداً بتمثيل قطر في الألعاب الأولمبية!".
وبالطبع سيحرص فارس على تطبيق ما تعمله في ريو في منافسته في أمريكا الأسبوع المقبل والتي تعتبر الأولى له على الأطلاق على مستوى الكبار، وستشهد البطولة مشاركة 600 رافع أثقال من الرجال والسيدات يمثلون 100 دولة من حول العالم حيث ستتنافس كل قارة في 15 فئة للأوزان، وسيتنافس فارس لأول مرة منذ بدء مسيرته الرياضية في وزن ال94 كلج، ومرةً أخرى، سيكون أصغر رافع أثقال في هذه البطولة، ويدرك فارس جيداً أنه سيتواجه ضد أقوى وأفضل الرباعين لكنه في الوقت ذاته واثق من قدراته ومن استعداده وقد وضع أهدافاً عالية نصب عينيه، وعن مشاركته يقول فارس: "لقد تدربنا بشكلٍ مكثف الفترة الماضية، حيث التزمت بجدول تدريباتٍ قوي وصارم، وأشعر بتطور كبير في أدائي، طموحاتي كبيرة وسأسعى للفوز بميدالية، إذا فزتُ وأنا في ال19 من عمري، فسيكون أمراً رائعاً". ويعي فارس جيداً أنه من أجل أن ينتزع الميدالية، عليه أن يتفوق على ما حققه مسبقاً، وهدفه في هذه البطولة هو رفع 170 كلغ في الخطف و220 كلغ في النتر. وفي حال لم يتمكن من الفوز بميدالية، فلن تكون خسارة بالنسبة له لأنه تمكن من رفع هذه الأوزان، حيث يقول: "بالطبع سأكون فخوراً بما حققته وبأنني تمكنت من رفع هذه الأوزان في عمري الآن".
وليست القوة البدنية الكبيرة وحدها التي تخلق رافع أثقال من الطراز العالمي، بل يتطلب الأمر أيضاً قوة عقلية بنفس المقدار، ما لم تمثل العنصر الأهم للنجاح، ويوضح فارس ذلك بقوله: "قد يكون رافع الأثقال مستعداً من الناحية البدنية لرفع الثقل لكنه غير مستعد من الناحية العقلية. يحتاج الرياضي للدعم من مدربه ومن الخبير النفسي أيضاً لمساعدته على الاستعداد العقلي والتخلص من الجهد والتوتر، فالاستعداد العقلي يمثل 50% من المعادلة"، وفي أية منافسة، يحرص فارس على أن يفرغ عقله من أي شيء آخر ويركز فقط على القيام بالحركة بنجاح، حيث يقول: "كل ما أفكر فيه وأنا على منصة المنافسة هو رفع الوزن مهما كان ثقيلاً، وأركز على المحافظة على ثقتي بنفسي وأقنع نفسي لحظتها بأنني سأنجح".
وكمعظم الرياضات الاحترافية الأخرى، تتطلب رياضة رفع الأثقال من الرياضي تكريس كل وقته ومجهده حتى يتفوق فيها، ويوضح فارس ذلك بقوله: "حتى تصل إلى مستوياتٍ عالية في رفع الأثقال، عليك أن تضحي بأشياء كثيرة، فأنا أقضي معظم وقتي في التمرينات وكل ما أقوم به في المنزل هو من أجل التمرينات". وتلعب التغذية دوراً كبيراً في هذه الرياضة، ويشرح فارس ذلك بقوله: "يلعب الطعام ووزن الجسم دوراً كبيراً في رفع الأثقال، خاصة في المنافسات، لأنك إذا أردت التنافس في وزن 94 كلغ ووزنك 94 كيلو و100 غرام، فلن تتمكن من دخول المنافسة"، ومن أجل ذلك، يحرص فارس مع فريقه على حساب كمية الطعام التي يتناولها وكمية السعرات الحرارية التي يحرقها، فرياضته تحتاج بشكلٍ عام إلى تناول كمياتٍ كبيرة من الطعام: "قد أستهلك خروف كامل في 10 أيامٍ فقط! أحرق سعراتٍ حرارية كثيرة أثناء التمرينات لذا فأنا بحاجة لتعويضها من خلال تناول وجبات غذائية معينة تتضمن الخضراوات، والبروتينات، والكربوهيدرات، والخبز، واللحوم، والدجاج، والحليب، بالإضافة إلى الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية".
وبالنسبة لفارس، فالمجهود والتمارين المكثفة تستحق هذه التضحيات لأنه وبحسب قوله: "شعورٌ رائعٌ حين أحرز المركز الأول وأرتدي الميدالية وأرفع راية قطر". وسينصب عينيه بعد بطولة العالم الأسبوع المقبل على الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 حيث أن الفوز بميدالية ذهبية ستعني بالنسبة له "أن إحدى أحلامي قد تحقق، وسأشعر بسعادة وفخر كبيرين لأنني أهديت نصراً كبيراً لقطر". وبين بطولةٍ وأخرى، لا يفكر فارس إلا "بالفوز بالذهبية في أية بطولة أشارك فيها".
سيتنافس فارس في فئة ال94 كلغ في بطولة العالم 2017 التي ستقام في تاريخ 3 من شهر ديسمبر المقبل. يُمكنكم متابعة آخر الأخبار والتطورات حول لاعبنا فارس ابراهيم على صفحات الأدعم على مواقع السوشيال ميديا، وأيضاً من خلال التسجيل في صفحة "فريقي الأدعم" حيث ستجدون معلومات وعروض ومسابقات حصرية للأعضاء المشتركين. التسجيل مجاني، كل ما عليكم فعله هو الدخول على: www.olympic.qa/en/teamqatarclub. يمكنكم مشاهدة الفيلم المصور عن فارس في صفحة "تعرفوا على لاعبي الأدعم".