لطالما اعتُبرت رياضة رفع الأثقال مقياسًا للقوة والقدرة البدنية، حيث تعود جذورها إلى الحضارات القديمة في مصر واليونان. ومع تطورها خلال القرن التاسع عشر، أصبحت رياضة دولية معترف بها، وكانت من بين الرياضات الأساسية في النسخة الافتتاحية لدورة الألعاب الأولمبية الحديثة في أثينا عام 1896. ورغم أن الهدف الظاهري بسيط – رفع الثقل من الأرض إلى فوق الرأس بحركة واحدة أو حركتين – إلا أن رفع الأثقال يُعد من أكثر الرياضات تعقيداً من الناحية الفنية، حيث يتطلب مزيجاً من القوة العضلية الخام والسرعة والانفجار الحركي والمرونة والتناسق الدقيق. ويقضي الرياضيون سنوات طويلة في إتقان تقنيات الرفع من أجل الأداء بكفاءة عالية.
تُقسّم المنافسات الأولمبية في رفع الأثقال إلى فئات حسب الوزن لضمان عدالة التنافس. وتُقام كل فئة ضمن نهائي مستقل. في أولمبياد باريس 2024، شارك الرجال والسيدات في خمس فئات وزنية لكل منهما، حيث تراوحت فئات الرجال بين 61 كغم وأكثر من 102 كغم، وفئات السيدات بين 49 كغم وأكثر من 81 كغم.
تتكون المنافسة من نوعين من الرفعات:
لكل رياضي ثلاث محاولات في كل نوع من الرفعات، ويتم جمع أفضل محاولة من كل نوع لتحديد النتيجة النهائية.
وقد سجلت قطر حضوراً لافتاً في هذه الرياضة من خلال البطل فارس إبراهيم، الذي صنع التاريخ كأول ربّاع قطري يتأهل إلى الألعاب الأولمبية في ريو 2016، حيث احتل المركز الثامن في فئة 85 كغم رغم أنه لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره. وفي أولمبياد طوكيو 2020، حقق فارس إنجازاً مذهلاً بفوزه بأول ميدالية ذهبية أولمبية لقطر في رفع الأثقال، ضمن فئة 96 كغم، ليُدخل الفرحة إلى قلوب القطريين ويُلهم جيلاً جديداً من الرياضيين في المنطقة.
تأسس الاتحاد القطري لرفع الأثقال عام 1974، وهو الجهة الرسمية المعنية بتنظيم وتطوير رياضة رفع الأثقال في دولة قطر. يشرف الاتحاد على إعداد المنتخبات الوطنية للرجال والسيدات، وتنظيم البطولات المحلية، وتأهيل المدربين والحكام بالتعاون مع الاتحادات القارية والدولية. ويُعد الاتحاد من أنشط الجهات الرياضية على مستوى المنطقة، حيث شارك في تأسيس الاتحاد العربي لرفع الأثقال، ويشغل حالياً مناصب قيادية في الاتحادين الآسيوي والدولي.
شهدت رياضة رفع الأثقال في قطر نقلة نوعية خلال السنوات الماضية، بفضل تألق الرباع فارس حسونة إبراهيم، الذي أصبح أول رياضي قطري يتوَّج بميدالية أولمبية، بعد فوزه بذهبية وزن 96 كغ في أولمبياد طوكيو 2020، إضافة إلى مشاركته في أولمبياد ريو 2016 وتأهله إلى أولمبياد باريس 2024. كما أحرز عدداً من الميداليات في بطولات العالم وآسيا، واعتُبر من أبرز رباعي العالم في فئته. إلى جانب فارس، برز عدد من المواهب الشابة من بينهم إبراهيم العثمان وأحمد الأمين، ضمن مشروع الاتحاد لإعداد جيل جديد من الأبطال.
على صعيد الاستضافة، نظّم الاتحاد بطولات خليجية وعربية ودورات تأهيل دولية معتمدة من الاتحاد الدولي، كما يعمل على نشر ثقافة اللعبة بين الفئات السنية بالتعاون مع الأندية ومراكز التدريب، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى ترسيخ مكانة قطر في رياضة رفع الأثقال إقليميًا ودوليًا.