الدوحة/1 مارس-2018/ اختتمت الاكاديمية الأولمبية القطرية أمس الاربعاء دورة مدخل في علم النفس الرياضي والتي استمرت من يوم الاثنين الماضي الخامس والعشرين وحتى الثامن والعشرين من فبراير الجاري وذلك بالتعاون مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية وباعتماد من جمعية علم نفس الرياضة لقارة أسيا وجنوب المحيط الهادي.
قدم الدورة نخبة من المحاضرين في مجال علم النفس حيث انطلقت المحاضرات يوم الاثنين في تمام الساعة التاسعة بمحاضرة للأستاذ محمد كمال من جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك) والذي تحدث عن القوة النفسية للرياضيين حيث يعتمد علم التدريب الرياضي في العصر الحديث على الأسس العلمية التي تحقق النمو الشامل لمختلف عناصر الإعداد المختلفة سواء كانت بدنية او مهارية او خططية او نفسية للوصول باللاعب الى أعلى المستويات الرياضية في الرياضة التي يمارسها.
والأعداد النفسي هو أحد المكونات الضرورية الحتمية في الوحدة التدريبية وبدونه يستحيل إحراز النجاحات في الرياضة، وفي السنوات الأخيرة تكتسب العوامل النفسية للرياضيين أهمية متزايدة فأن ممارسة التدريبات الرياضية لا تعني تنمية الصفات الجسمية وتكوين القابليات الحركية فحسب بل تعني تحسين الصفات النفسية وصقل قوة المتدربين نفسيا، وهكذا يتطلب النشاط الرياضي من الرياضيين أبداء صفات نفسية لتحقيق نتائج عالية ومن جهة أخرى يعد هذا النشاط وسيلة قوية وفعالة لتطوير وبناء هذه الصفات النفسية.
أما في اليوم الثاني فقد تحدث الدكتور سمير سمرين عن لغة الجسد للرياضيين في المراحل المختلفة والتي أصبحت جزء مهم جداً في عالم الرياضة مع التطور المتسارع والمستمر الذي يلف مشهد حياتنا عمومًا، أصبح من الشائع أن تسمع تفاسير عديدة وتقرأ نظريات ودراسات متنوعة عن مُسببات حالة معينة تتفق فيها المعطيات والنتائج أو تختلف، وهذا الأمر أصبح يتعلق بكافة جوانب حياتنا أو اهتماماتنا، ومنها كرة القدم أو الرياضات بشكل عام، التي لم تعد تقتصر على التمارين والتدريبات ودروس المهارة والتكتيك، بل امتدت إلى مجالات أخرى لم نكن نتوقع أن تلقى اهتمامًا مماثلًا فيما سبق، وأحد هذه المجالات هو الشق النفسي الذي يعتبر حاليًا في منزلة موازية للشق الفني والتكيتيكي في اللعبة.
التحضير النفسي قبل المباراة مغاير تمامًا للغة جسد اللاعبين داخل أرض الملعب، فهي قصة مختلفة تفاصيلها مكتوبة في وجوه اللاعبين وحركة أجسادهم وطريقة التواصل فيما بينهم بالإشارات، هي قصة تخبرنا كل شيء بلا أي كلمات تُنطق.
وهذه الإشارات تعبر عما في داخل اللاعب وتكشف ما يريده دون الحاجة لقول حرف واحد، وهذا أمر يحتاجه اللاعبون داخل أرض الملعب لإيصال رسائل لبعضهم البعض سواء برفع الحاجب أو بحركة اليد دون أن تُكشف من لاعبي الخصم، وتظهر الدراسات أن الرياضيين بشكل عام يتفوقون على الأشخاص العاديين في إرسال وتلقي هذه الإشارات والتصرف على إثرها بسرعة بهدف التحرك للتسجيل أو من أجل إعاقة الخصم
أما اليومين الثالث والرابع فقدم محاضراتهم الدكتور أحمد القلاف عضو هيئة تدريس في كلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في دولة الكويت
حيث تحدث في اليوم الثالث عن دور العوامل النفسية وتأثيرها في الاداء الرياضي، حيث يواجه اللاعب العديد من المواقف التي لها ارتباط مباشر بالتحضير النفسي سواء أثناء عملية التدريب الرياضي أو المنافسات الرياضية، وما يتعلق بكل منها من أحداث متغيرة، وهنا يكون أثر واضح ومباشر على سلوك اللاعب وعلى مستوى قدراته ومهاراته وعلاقته مع الآخرين. فالتحضير النفسي هو أحد المكونات الضرورية في عملية التدريب الرياضي الحديث وبدونه يستحيل إحراز الإنجازات الرياضية.
أما اليوم الرابع كانت المحاضرة عن التطبيقات الحديثة في علم النفس الرياضي والذي يهتم هذا الفرع بدراسة العوامل السيكولوجية وتطبيق المعلومات والنظريات النفسية في مجال الأنشطة الرياضية المختلفة مع استخدام منهج البحث العلمي في دراسة أي مشكلة أو ظاهرة تستحق الدراسة في هذا المجال. ويهدف علم النفس الرياضي من وراء كل هذا إلى فهم العوامل السيكولوجية اللازمة للأداء الكفء للنشاط الرياضي، كما يهتم علم النفس الرياضي بدراسة تأثير وأهمية وفاعلية الظواهر النفسية المختلفة وحلها مثل "الإيحاء والانتباه والإدراك وأثر الهالة والمثابرة والتدريب والمهارات الحسية الحركية على فوز اللاعب أو الفريق أو على هزيمتهما.
وفي نفس السياق تحدث السيد سيف النعيمي المدير التنفيذي للأكاديمية الاولمبية عن هذه الدورة فقال: علم النفس الرياضي من الاختصاصات المهمة التي تدرس العوامل النفسية في الأداء الرياضي من أجل تحسين أداء الرياضيين حيث يملك الإنسان بالإضافة إلى الطاقة العادية للقيام بالواجبات اليومية طاقات اضافية يمكن للشخص استغلالها بشكل أفضل ليرفع من مستواه الرياضي وذلك من خلال فهم سلوك الرياضي وتفسيره والعوامل التي تؤثر فيه من قبل الجهازين الاداري والفني للفريق وكل هذا بهدف رفع كفاءة الرياضيين والاجهزة الادارية والفنية التي سوف تنعكس على نتائج المنتخبات الوطنية في المشاركات الخارجية.
كما قال الدكتور أحمد القلاف (محاضر الدورة): فالبداية اشكر الاكاديمية الاولمبية القطرية على تسليط الضوء على علم النفس الرياضي الذي له الاثر الايجابي في تطور أي اداء والذي أصبح من الركائز الاساسية في تطور الفرق والاداريين والحكام، سعدت بالشريحة التي التحقت بالدورة ومدى تفاعلهم مع المواضيع خصوصاُ انهم اهل الاختصاص من لاعبين وإداريين ومدربين، وارى ان هذه الدورات مهمة ويجب تكرارها وإعطائها اهتمام أكبر لفائدتها وانعكاسها الايجابي على مستوى اللاعبين والفرق بصورة كبيرة جداً.