الرياضات المائية

تتألف الرياضات المائية من سبع رياضاتٍ مختلفة هي: الغطس، الغطس من المرتفعات، السباحة، السباحة الفنية، السباحة في المياه المفتوحة، وكرة الماء.

الغطس

اشتهرت رياضة الغطس في السويد وألمانيا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وكان يُمارسها في البداية لاعبو الجمباز الذين بدأوا بتقديم حركاتٍ استعراضية في الماء. وأُدرجت رياضة الغطس لأول مرة ضمن برنامج الألعاب الأولمبية في أولمبياد سانت لويس 1904، وشهد أولمبياد لندن 1908 إقامة منافسات الغطس من المنصة المتحركة والثابتة. أما المشاركة النسائية، فسُجلت أول مرة في أولمبياد ستوكهولم 1912. ولم تكن منافسات الغطس الأولمبية الأولى تُشبه منافسات اليوم، خاصة من حيث ارتفاع المنصات. ومنذ أولمبياد أمستردام 1928، ظل برنامج منافسات الغطس الأولمبي ثابتاً نسبياً، حيث يتنافس الرجال والسيدات في الغطس من ارتفاع 10 أمتار، ومن ارتفاع 3 أمتار. وفي أولمبياد سيدني 2000، أُدرج الغطس المتزامن لأول مرة ضمن المنافسات الرسمية، سواء من المنصة المتحركة أو الثابتة.

الغطس من المرتفعات

يُعد الغطس من المرتفعات أحد أشكال رياضة الغطس، ويُؤدّى من ارتفاعات شاهقة، حيث قد تصل سرعة دخول الرياضي إلى الماء إلى نحو 100 كيلومتر في الساعة. ويُعتقد أن هذا النوع من الغطس نشأ من القفز من المنحدرات الصخرية في هاواي خلال القرن الثامن عشر. وأدرج الاتحاد العالمي للسباحة الغطس من المرتفعات كتخصص سادس ضمن رياضاته في عام 2013، وظهر لأول مرة في برنامج بطولة العالم للألعاب المائية في برشلونة، إسبانيا، في العام نفسه. وتشهد البطولة منافسات الغطس من منصة يبلغ ارتفاعها 27 مترًا للرجال، و20 مترًا للسيدات، إلا أن هذه الرياضة لم تُدرج بعد ضمن البرنامج الأولمبي.

السباحة

تُعد السباحة من أقدم الرياضات التي عرفها الإنسان، إذ تعود جذورها إلى العصر الحجري، لكنها لم تُمارس كرياضة تنافسية منظمة إلا في أوائل القرن التاسع عشر. انطلقت أولى منافسات السباحة الأولمبية في أثينا عام 1896، وشملت السباحة الحرة وسباحة الصدر، ثم أُضيفت سباحة الظهر في أولمبياد 1904. وفي أربعينيات القرن العشرين، تطورت حركة جديدة اعتمدها سباحو الصدر لتحسين الأداء، لكنها استُبعدت من منافسات الصدر لاحقًا، لتصبح أساسًا لنوع جديد من السباحة أُطلق عليه "سباحة الفراشة"، ودخل البرنامج الأولمبي رسميًا في ملبورن 1956. وشهدت السباحة النسائية أول ظهور لها في أولمبياد ستوكهولم 1912، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءاً ثابتًا من جدول الألعاب الأولمبية، وباتت منافسات النساء مطابقة تمامًا لمنافسات الرجال من حيث الأنواع والمسافات. ثم في أولمبياد باريس 2024، تنافس الرجال والسيدات في 17 سباقًا تغطي الأنواع الأربعة المعتمدة: الحرة، الظهر، الصدر، والفراشة، وذلك عبر مسافات تتراوح بين 50 مترًا و1500 متر، إلى جانب سباقات السباحة المتنوعة الفردية والتتابع، بما في ذلك سباق التتابع المختلط 4×100 متر، الذي يعكس تطور وتنوع هذه الرياضة في العصر الحديث.

السباحة الفنية

نشأت السباحة الفنية في مطلع القرن العشرين حين قدّمت السباحة الأسترالية أنيت كيلرمان عروضاً بهلوانية مائية خلال جولتها في الولايات المتحدة، ولاقت عروضها رواجاً واسعاً، مما شكّل الانطلاقة الأولى لهذه الرياضة كفن استعراضي تحوّل لاحقًا إلى منافسة رسمية. دخلت السباحة الفنية البرنامج الأولمبي لأول مرة في أولمبياد لوس أنجلس 1984، من خلال منافسات الفردي والزوجي، واستمرت هذه الفئات في أولمبياد سيول 1988 وبرشلونة 1992. لكن منذ أولمبياد أتلانتا 1996، تم اعتماد نظام الفرق (المؤلف من ثماني سباحات) بدلاً من الفردي، قبل أن يُعاد إدراج منافسات الزوجي إلى جانب الفرق في أولمبياد سيدني 2000، وهو ما يشكّل البرنامج المعتمد حتى اليوم.

السباحة في المياه المفتوحة

تُعد السباحة في المياه المفتوحة من أقدم أشكال السباحة، حيث تُمارس في المسطحات المائية الطبيعية مثل البحار والبحيرات، ولها جذور تاريخية تعود إلى العصور القديمة. تُنظَّم السباقات الدولية تحت إشراف الاتحاد الدولي للألعاب المائية لمسافات 5 كلم، 10 كلم، و25 كلم. ودخلت هذه الرياضة البرنامج الأولمبي لأول مرة في أولمبياد بكين 2008 من خلال سباق 10 كلم للرجال والسيدات، وظلت منذ ذلك الحين جزءاً من الجدول الأولمبي الرسمي. وفي عام 2022، أُضيف سباق التتابع المختلط لمسافة 4×1500 متر إلى برنامج بطولة العالم للألعاب المائية، ما يعكس التطور المستمر في هذه الرياضة الشيقة.

كُرة الماء

بدأت لعبة كرة الماء بأسلوب طريف، حيث كان اللاعبون يتنافسون فوق براميل عائمة على هيئة خيول، ويستخدمون مضارب خشبية لضرب الكرة، ما جعلها شبيهة بلعبة البولو، ومنها استمدّت اسمها. وتطورت اللعبة في أوروبا والولايات المتحدة بأنماط مختلفة، لكن النمط الأوروبي – الذي يتميز بسرعة اللعب وانخفاض الخطورة – أصبح المعتمد عالميًا. تتكوّن فرق كرة الماء من سبعة لاعبين، وتُقام المباراة على أربعة أشواط مدة كل منها سبع دقائق. ظهرت كرة الماء ضمن البرنامج الأولمبي لأول مرة في أولمبياد باريس 1900، واستمرت كإحدى أقدم الرياضات الجماعية في الألعاب. وفي أولمبياد باريس 2024، تأهل 12 فريقًا في فئة الرجال و10 فرق في فئة السيدات، وتُقام المباريات وفق نظام الدوري، على أن تتأهل أفضل أربعة فرق من كل مجموعة إلى الأدوار الإقصائية.
 

وفي إنجاز إقليمي مهم، استضافت الدوحة عام 2024 بطولة العالم للألعاب المائية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، بعد نجاحها سابقاً في تنظيم بطولة العالم للسباحة في المجرى القصير (25 متر).