دخلت منافسات الفروسية البرنامج الأولمبي لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية عام 1900، وكانت تضم آنذاك مجموعة غير موحدة من الفعاليات. ومع حلول عام 1912، تم اعتماد الصيغة الأولمبية الحالية لرياضة الفروسية والتي تشمل ثلاث منافسات رئيسية: قفز الحواجز (Jumping)، الترويض (Dressage)، والسباق الثلاثي أو ما يُعرف بـ"إيفنتينغ" (Eventing). ومنذ ذلك الحين، أصبحت الفروسية من الرياضات الأساسية ضمن جدول الألعاب الأولمبية.
تُعد رياضة الفروسية فريدة من نوعها في الحركة الأولمبية، حيث إنها من الرياضات القليلة التي يتنافس فيها الرجال والسيدات على قدم المساواة ووفق القواعد نفسها، دون أي تمييز بين الجنسين. وبدءًا من أولمبياد لوس أنجلوس 2028، ستكون الفروسية الرياضة الأولمبية الوحيدة التي يتشارك فيها الإنسان والحيوان في المنافسة، ما يعكس طبيعة العلاقة الاستثنائية التي تجمع بين الفارس وجواده. فهذه الرياضة لا تعتمد فقط على المهارة البدنية أو الذهنية للفارس، بل أيضًا على مدى الانسجام والتفاهم والثقة المتبادلة بين الطرفين. هذه الشراكة المعقدة بين الإنسان والحصان تتطلب سنوات من التدريب والتواصل والتعاطف، وهي ما يجعل رياضة الفروسية مميزة عن غيرها من الرياضات الأولمبية.
شهدت دولة قطر أول مشاركة لها في رياضة الفروسية ضمن دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016، حيث شارك فريق الأدعم في منافسات قفز الحواجز على مستوى الفرق والفردي. وتمكّن الفارس الشيخ علي بن خالد آل ثاني من كتابة اسمه في التاريخ، عندما بلغ الجولة النهائية في منافسات الفردي، وأنهى المنافسة في المركز السادس بعد مواجهة قوية بين ستة فرسان في جولة فاصلة لحسم الميداليات. كان ذلك الإنجاز بمثابة محطة تاريخية للفروسية القطرية، وأظهر تطور مستوى الفرسان القطريين على الساحة الدولية.
تواصل دولة قطر دعمها لرياضة الفروسية من خلال منشآت عالمية المستوى، مثل الشقب عضو مؤسسة قطر، وتنظيمها لبطولات مرموقة مثل الجولة العالمية لقفز الحواجز "لونجين"، مما يعكس التزامها المتواصل بتطوير هذه الرياضة العريقة وتعزيز حضورها على المستوى الأولمبي والعالمي.
تأسس الاتحاد القطري للفروسية عام 1979، وانضم إلى الاتحاد الدولي للفروسية (FEI) عام 1980. وفي عام 2014، توسّعت مسؤولياته لتشمل رياضة الخماسي الحديث، ليصبح الجهة الرسمية المعنية بتطوير وإدارة رياضات الفروسية والخماسي الحديث في دولة قطر. يضطلع الاتحاد بدور محوري في تنظيم البطولات المحلية، وتأهيل المنتخبات الوطنية، وصقل المواهب في التخصصات المختلفة، بالتعاون مع مؤسسات تدريبية وأكاديميات عالمية.
تُعد قطر من الدول الرائدة في رياضة الفروسية في المنطقة، وقد حقق فرسانها إنجازات مميزة على المستويين الإقليمي والدولي. من أبرز الأسماء: باسم حسن محمد، الحائز على عدة ألقاب دولية في قفز الحواجز، والشيخ علي بن خالد آل ثاني، أحد أبرز الفرسان القطريين الذين مثّلوا الدولة في ثلاث دورات أولمبية متتالية، وحققوا ميداليات في البطولات العالمية والآسيوية. كما برز كل من محمد الباكر وحمد العطية في الساحة الدولية، خاصة في مسابقات الفرق والجولات الكبرى.
على مستوى الاستضافة، يُنظم الاتحاد سنويًا بطولات دولية مرموقة، من أبرزها:
في مجال الخماسي الحديث، يعمل الاتحاد على نشر هذه الرياضة متعددة التخصصات (الجري، السباحة، الفروسية، الرماية، والمبارزة) عبر برامج تنشئة تستهدف الفئات العمرية الصغيرة، بالشراكة مع المدارس والأندية، مع التركيز على إعداد فريق وطني مؤهل للمنافسات القارية والدولية.
هاتف : 44708456 - 44708427
فاكس: -
البريد الإلكتروني : qempf@olympic.qa
الموقع الإلكتروني : www.qempf.com