تُعتبر رياضة الهوكي أقدم لعبة معروفة تُمارَس باستخدام عصا وكرة، حيث تُشير السجلات إلى ممارستها في بلاد فارس حوالي عام 2000 قبل الميلاد. ويُرجَّح أن كلمة "هوكي" مشتقة من الكلمة الفرنسية hocquet، التي تعني "عصا الراعي"، في إشارة إلى العصا المعقوفة المستخدمة لضرب الكرة الصغيرة.
ظهرت رياضة الهوكي للرجال لأول مرة ضمن البرنامج الأولمبي في أولمبياد لندن 1908، ثم عادت في أولمبياد أنتويرب 1920، لكنها غابت عن نسختي ستوكهولم 1912 وباريس 1924. ومنذ أولمبياد أمستردام 1928، أصبحت الهوكي جزءًا ثابتًا من البرنامج الأولمبي، واكتسبت شعبية كبيرة حول العالم، لاسيما في دول مثل الهند، وباكستان، وهولندا، وأستراليا، وألمانيا، والأرجنتين، التي أصبحت من القوى المهيمنة على اللعبة.
أما هوكي السيدات، فقد دخل البرنامج الأولمبي لاحقاً، وتحديداً في أولمبياد موسكو 1980، حيث شاركت فيه ثمانية فرق، قبل أن يتم توسيع عدد الفرق إلى عشرة اعتباراً من أولمبياد أتلانتا 1996، في ظل النمو المستمر لمكانة السيدات في الرياضة العالمية. وتُلعب مباريات الهوكي الأولمبي على أرضية صناعية، وهي السطح المعتمد منذ أولمبياد مونتريال 1976، ما ساهم في زيادة سرعة اللعب ورفع المستوى الفني والمهاري، وأصبح معياراً دولياً للمنافسات.
يُقسَّم جدول البطولة إلى مجموعتين، كل منهما تضم ستة فرق، ويتواجه كل فريق مع بقية الفرق في مجموعته بنظام الدوري. يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى نصف النهائي، حيث يتأهل الفائزان للمنافسة على الميدالية الذهبية، بينما يتواجه الخاسران في مباراة تحديد المركز الثالث والميدالية البرونزية. وتُقام مباريات ترتيبية لبقية الفرق لتحديد المراكز من الخامس وما دون.
بفضل مزيج من السرعة والتكتيك واللياقة العالية، تُعد رياضة الهوكي واحدة من أكثر الرياضات الجماعية إثارة وتنافساً في البرنامج الأولمبي، ولا تزال تجذب ملايين المشجعين وتُلهم أجيالاً جديدة من اللاعبين حول العالم.
تأسست لجنة الرياضات القطرية للرجبي والهوكي رسميًا عام 2015، ككيان مستقل يتولى تطوير وتنظيم هاتين الرياضتين الأولمبيتين في دولة قطر، وذلك تحت مظلة اللجنة الأولمبية القطرية. وجاء تأسيس اللجنة استجابة للنمو المتسارع في شعبية هاتين اللعبتين، بعد عقود من النشاط المجتمعي غير الرسمي الذي بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي.
في رياضة الرجبي، بدأت قطر مسيرتها من خلال عضوية سابقة في الاتحاد الخليجي للرجبي منذ عام 1977. وفي تطور تاريخي، حصلت اللجنة على العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للرجبي (World Rugby) عام 2023، بعد أن كانت عضواً منتسباً منذ عام 2020، وهو إنجاز يعكس ثقة المجتمع الدولي بنمو الرجبي في قطر. تُشرف اللجنة على منتخبات الرجبي للرجال والسيدات، بنظام السباعيات والخماسي، وتنظّم دوريًا محليًا، إلى جانب مشاركتها في بطولات الخليج وغرب آسيا.
أما في رياضة الهوكي، فتعمل اللجنة على تحويل اللعبة من نشاط مجتمعي إلى منافسة منظمة. وقد أطلقت دوريًا محليًا يضم فرقًا متعددة الجنسيات، وتسعى لتشكيل منتخب وطني للمشاركة في البطولات الإقليمية والقارية. كما نظمت اللجنة دورات تدريبية بالشراكة مع الاتحاد الآسيوي للهوكي لتأهيل المدربين والحكام.
وتسعى اللجنة إلى تعزيز البنية التحتية لكلا الرياضتين، عبر إنشاء ملاعب متخصصة، وتوسيع قاعدة المشاركة، بما يتماشى مع رؤية قطر لتطوير رياضات متنوعة قادرة على التمثيل الأولمبي والمنافسة الدولية.