الأدعم يعاود الظهور في تصفيات مونديال 2026 من منصة التتويج بطلا لآسيا

feed type icon
نوفمبر ٢٨,٢٠٢٤
feed type icon
١٩ - -٢٠٢٤

الأدعم يعاود الظهور في تصفيات مونديال 2026 من منصة التتويج بطلا لآسيا

الدوحة /قنا/ يعاود المنتخب القطري الأول لكرة القدم الظهور في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، ولكن بثوب مختلف، حيث يطل من منصة المتوج للتو بطلا للقارة في النهائيات التي استضافتها الدوحة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين .

وستكون مواجهة المنتخب الكويتي، بعد غد الخميس، على استاد جاسم بن حمد في الدوحة، في استئناف التصفيات المشتركة لحساب ثالثة جولات المجموعة الأولى، الإطلالة الأولى عقب تأكيد زعامة القارة بعد الظفر بلقب نسخة 2023 وهو ما يعتبر تجديدا لعهد الريادة التي بدأت منذ النسخة قبل الماضية في الإمارات بعدما نال/ الأدعم/ اللقب الأول آنذاك.

ويتصدر المنتخب القطري المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط من انتصارين على أفغانستان 8 - 1 في الدوحة وعلى الهند 3 - صفر خارج الديار، فيما يأتي المنتخب الكويتي في المركز الثاني برصيد 3 نقاط، بفارق الأهداف عن المنتخب الهندي، في حين يقبع المنتخب الأفغاني في المركز الأخير بدون نقاط .

وكما كانت مسيرة الظفر باللقبين القاريين، ناصعة بالانتصارات دون تعثرات، فإن الرهان عند استئناف التصفيات المونديالية سيكون على ذات الشاكلة، بحثا عن فوز جديد، لتأكيد الاستهلال المثالي، والمضي قدما بالعلامة الكاملة نحو الابتعاد في صدارة المجموعة الأولى بعد الانتصارين العريضين في بداية المشوار، من أجل الوصول إلى النقطة التاسعة، قبل التفرغ لمباراة الإياب أمام المنتخب الكويتي هناك في الكويت في الجولة الرابعة يوم 26 الشهر الجاري، في مواجهة يعد الفوز فيها تأمينا مبكرا لمقعد الدور الثالث من التصفيات، ومن ثم مواصلة رحلة إقصائيات كأس العالم 2026 والتي يعد الوصول إليها هدفا منطقيا بعد الهيمنة على النهائيات الآسيوية.

وقد لا يرى المراقبون والمتابعون في الشارع الكروي المحلي في المرحلة الحالية من التصفيات، أنها التحدي المنتظر لـ/الأدعم/ الذي بات مرشحا فوق العادة لبلوغ نهائيات كأس العالم، خصوصا بعد المكانة الكبيرة التي وصل إليها، وفي ظل القفزة الكبيرة التي حققها في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الصادر يوم 15 فبراير الماضي عندما احتل المركز 37 عالميا للمرة الأولى، محققا أعلى النقاط بمجموع 92.04 نقطة، فبات الخامس آسيويا وبفارق كبير عن المنتخب السعودي السادس قاريا والـ 53 عالميا.

تلك الثقة الكبيرة بالمنتخب القطري وبقدرته على الوصول إلى المونديال، تولدت عقب التحديات الصعبة والدروب الوعرة التي مر بها، خصوصا قبيل انطلاق كأس آسيا، والتي احتاجت إلى قرارات مفصلية، أثبتت صحتها بتجاوز كل العثرات وصولا إلى الإنجاز غير المسبوق.

وكانت مسيرة المنتخب القطري ما بعد استهلال التصفيات المشتركة وقبيل انطلاق نهائيات كأس آسيا 2023، قد مرت بمنعرج في غاية الأهمية تمثل بقرار الاستغناء عن خدمات المدرب البرتغالي كارلوس كيروش بعد أشهر قليلة من بداية عمله على رأس الإدارة الفنية للمنتخب، وفق أهداف تم تحديدها عند التعاقد معه، أبرزها الوصول إلى مونديال 2026 وقبل ذلك المنافسة على لقب كأس آسيا 2023 .

ووصف القرار حينها بأنه مغامرة محفوفة بالمخاطر، خصوصا في ظل ضيق الوقت قبل أقل من شهر على انطلاق البطولة القارية، إلى جانب تجاهل العلاجات التي وفرها المدرب كيروش خلال الانتصارين الكبيرين على أفغانستان والهند في استهلال التصفيات، حيث أصلح المدرب بعض الأعطاب الفنية التي ظهرت إبان المباريات الودية التحضيرية التي خاضها المنتخب تحت إمرته، وقبل ذلك في بطولة الكأس الذهبية /الكونكاكاف/ وفي البطولة الرباعية الودية في الأردن، لكن ذلك لم يثن المسؤولين عن اتخاذ القرار الذي وجدوا فيه الصواب لمستقبل المنتخب، بعد تقييم دقيق وشامل لفترة عمل الجهاز الفني السابق، وتغليبا لمصلحة المنتخب القطري، دون التقليل من قيمة وتاريخ المدرب البرتغالي الخبير.

واتخذ المسؤولون عن الكرة القطرية قرارا آخر، تم إدراجه تحت ذات بند المغامرة من قبل البعض، وذلك في اختيار البديل للمدرب السابق كارلوس كيروش، بعدما تم انتداب الإسباني ماركيز لوبيز /مدرب الوكرة السابق/ ليقود الإدارة الفنية للمنتخب القطري، استنادا إلى معرفته بالكرة القطرية وباللاعبين المحليين، وقبل ذلك حنكته وتمرسه، بيد أن دعاة المغامرة ذهبوا باتجاه قلة خبرة الرجل في العمل مع المنتخبات بشكل عام، وتواضع معرفته بالكرة الآسيوية على وجه الخصوص، بيد أن ما جرى بعد ذلك كان إثباتا جديدا على صواب التوجه بشقيه، سواء إقالة كيروش أو تعيين لوبيز.

وتراكمت الضغوط على الجهاز الفني وعلى اللاعبين أيضا قبيل انطلاق كأس آسيا، حتى أن التغيير في الجهاز الفني، أبعد المنتخب القطري بعض الشيء عن الترشيحات التي صبت في اتجاه كبار القارة التقليديين على غرار اليابان وكوريا الجنوبية ثم إيران واستراليا، فتوارى المدرب لوبيز ولاعبيه عن الأنظار خلال فترة التحضير التي سبقت انطلاقة البطولة، وأعدوا العدة لقبول التحدي الكبير.

وخلال البطولة سار المدرب لوبيز ونجوم المنتخب القطري، وفق مبدأ التعامل مع المباريات كل واحدة على حدة، ومضوا من مرحلة لأخرى وفق مؤشر متصاعد بعمل فني مميز، يتناسب مع القدرات الفردية والجماعية للاعبين، وهو ما يحسب للمدرب لوبيز وجهازه، حتى أبهر المنتخب القطري الجميع في الأدوار الإقصائية بمستوى فني راق، متجاوزا المرشحين واحدا تلو الآخر بالعزيمة والإصرار وقبول التحديات، وصولا إلى الإنجاز غير المسبوق بتجديد عهد ريادة القارة كرويا باللقب الثاني تواليا، والهيمنة على الألقاب الفردية عندما نال أكرم عفيف لقب أفضل لاعب وهداف البطولة، ونال مشعل برشم لقب أفضل حارس، ناهيك عن جائزة اللعب النظيف التي نالها المنتخب القطري أيضا.

وما من شك في أن مكتسب التتويج القاري، سينعكس بالإيجاب على مسيرة المنتخب القطري في تصفيات المونديال، بيد أن ذلك لا يعني عدم الحاجة إلى مواصلة تطوير مستوى اللاعبين وأدائهم الفني من أجل تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات التي ظهرت خلال البطولة القارية، خصوصا أن الهدف لا يقتصر على تجاوز المرحلة الحالية من التصفيات المشتركة التي تبدو في المتناول، بل ومن أجل التحضير لما هو قادم خلال المرحلة الموالية /الثالثة/ والتي ستعرف مواجهات قوية مع منتخبات الصفوة في القارة.

وحسب تعليمات الاتحاد الآسيوي، فإن صاحبي المركزين الأول والثاني من المجموعات التسع التي تم توزيع المنتخبات الـ36 عليها من المرحلة الحالية /التصفيات المشتركة/، سيتأهلان الى المرحلة الثالثة، على أن تضمن المنتخبات الـ18 المتأهلة، المشاركة في كأس آسيا 2027 في السعوية.

ولعل تركيز المنتخب القطري منصب حاليا على تجاوز المرحلة الحالية، لكن الهاجس سيكون في المرحلة الثالثة التي تعد البوابة المباشرة الأولى إلى المونديال، عندما يتم توزيع المنتخبات الـ 18 المتأهلة على ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة 6 منتخبات، تلعب فيما بينها مواجهات ذهاب وإياب، بحيث يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى المونديال مباشرة، بمجموعة ستة مقاعد من أصل ثمانية ونصف.

وستكون هناك فرصة أخرى، نتمنى أن لا يحتاج المنتخب القطري اللجوء إليها من أجل العبور إلى كأس العالم، والمتمثلة بالمرحلة الرابعة التي تضم المنتخبات التي احتلت المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث من المرحلة التي سبقتها /الثالثة/ بمجموع 6 منتخبات يتم توزيعها على مجموعتين، بحيث يتأهل أول كل مجموعة إلى المونديال مباشرة، فيما يلعب صاحبا المركز الثاني في كل مجموعة، ملحقا قاريا من أجل التأهل إلى الملحق العالمي ليصبح مجموع المقاعد في المرحلة الرابعة 2.5 مقعد، ويصبح المجموع الكلي لمقاعد قارة آسيا في المونديال ثمانية مقاعد ونصفا.

الأنظار حتما ستكون شاخصة على المنتخب القطري خلال المراحل المقبلة من تصفيات المونديال، خصوصا بعدما أثبت أن التتويج الآسيوي الأول لم يكن محض صدفة، بل نتاج تخطيط سليم، بدليل المحافظة على القمة القارية.